بالصور: إندونيسيا تستغيث.. قصة "الطوفان" الذي مسح قرى كاملة من على الخريطة
تخيل للحظة إنك تنام في أمان الله، وفجأة الأرض تتحرك من أسفلك، والمياه تهاجمك من كل مكان.. المشهد هناك أقرب لأفلام الرعب، لكنه للأسف واقع مأساوي يعيشه ملايين الناس في إندونيسيا أكبر دولة مسلمة بالعالم حالياً .
القصة بدأت بمطر، وإنتهت بجحيم.
البداية.. السماء التي لم تتوقف عن البكاء
القصة بدأت من أيام قليلة عندما ضرب إعصار "سينيار" (Senyar) سواحل جزيرة سومطرة. في البداية، السكان افتكروا إنه موسم الأمطار المعتاد، لكن المطر هذه المرة كان يشبه"الطوفان" وبكميات غير مسبوقة.
السماء حرفياً كانت تصب مياه بلا توقف لساعات طويلة، لدرجة إن التربة البركانية في الجبال اتشبعت بالمياه ولم تعد قادرة علي أن تتحمل، وهنا كانت "ساعة الصفر".
ثم جاءت لحظة الغدر.. الجبال تتحرك ليلاً
الكارثة الحقيقية حصلت والناس نيام. في لحظات، تحولت مياه الأمطار لسيول جارفة، والأخطر كان الانهيارات الأرضية (Landslides). كتل ضخمة من الطين والصخور والأشجار نزلت من الجبال بسرعة جنونية، واجتاحت القرى اللي في طريقها. التقارير بتقول إن فيه قرى كاملة في "آتشيه" و"شمال سومطرة" مسحت تماماً، والبيوت دفنت وسكانها بداخلها قبل ما يلحقوا حتى يصرخوا للاستغاثة.
طلوع الشمس.. ومشهد "يوم القيامة"
عندما طلع النهار، ظهرت حقيقة المأساة. الذي نجا من الموت صحي وجد نفسه وسط بحر من الطين والركام. الطرق الرئيسية قطعت، والكباري أنهارت، وهذا جعل جعل هذه القرى معزولة تماماً عن العالم. فرق الإنقاذ وقفت عاجزة أكام هول المنظر؛ لأن الوصول للمنكوبين كان شبه مستحيل إلا بالطائرات.
و الوضع الآن.. سباق مع الزمن والموت
حاليا، ونحن نكتب هذه السطور، الأرقام مفزعة وتزيد كل ساعة. نتحدث هنا عن أكثر من 846 قتيل، ومئات المفقودين تحت الأنقاض والأمل في العثور عليهم بيقل مع الوقت. المستشفيات بتنهار من كثرة المصابين، وفيه حوالي مليون شخص أصبحوا"نازحين" بلا مأوى، عايشين في خيام وسط ظروف صحية صعبة جداً وخوف من نقص الغذاء وتفشي الأمراض.
إندونيسيا تعيش واحدة من أسوأ كوارثها الطبيعية، والطبيعة بتفكرنا تاني بمدى ضعف الإنسان مهما أمتلك من تكنولوجيا أمام غضبة الأرض.










